Thomas Weber - Photography
يرتبط الكالوتيب بما يسمّى "نظام المنطقة" الذي طوّره أنسل آدمز. وقد قدّم تالبوت مفهوم الكالوتيب التقني في عام 1839 ونظام المنطقة وضعه آدمز حوالي 1940، إذاً لا ترتبط هاتان التقنيتان في أصولها... يسعى معظم المصورين اليوم لإنتاج صور توحي بالقديم وتعبيره. شخصياً، أكتفي باستعمال المفهوم الأساسي للكالوتيب، والمواد التي أستخدمها هي ذات جودة قياسية. فإذا تم تكبيرسلبيات الكالوتيب، تكون الطباعة ذات مظهر ناعم ولا تنتج صوراً حادة. ولكني أفضل الصورالحادة، وبالتالي أستعمل الطباعة الكونتكت. وهذا له تأثير حاسم على كيفية تعرّض الصورة السلبية. وخلافاً عن العملية التقليدية، تتطلّب نسخ الكونتكت تعرضاً للضوء دقيقاً للغاية. وهذا هو السبب في أنني أدخلت نظام المنطقة في عملية الكالوتيب.
يتمثّل أساس نظام المنطقة بعمل مقياس الضوء الفوتوغرافي. ومن الناحية الفنية، إن مقياس الضوء عبارة عن جهاز لقياس وحدات الفولت (فولتمتر) يقيّم نسبة التوتر الكهربائي في التيار. ولكل جهاز معاييره الخاصة. هو يحدّد القيم (f-stop ، توقيت المصراع) لإنتاج نسخة لطباعة ما يسمى "بمعدّل الرمادي" ، وهو سطح ينعكس فيه الضوء بنسبة 18 ٪. وغالباً ما يجدي نفعاً مع الأجسام التي تمثّل سلّماً كاملاً لتدرجّات اللون الرمادي، ما تعكسه مثلاً "المظلة" في لوحة الرسام الاسباني الشهير فرانسيسكو غويا والتي تظهر في الجانب الأيمن. لمثل هذه الحالات يعرض مقياس الضوء القيم المناسبة.
لمثال الثاني هو رسم ذاتي لغويا. الخلفية سوداء والوجه لا يغطي سوى 33 ٪ من الصورة الكاملة، بإضاءة طفيفة نسبياً. وقد يتعرّف مقياس الضوء على مساحة مظلمة إجمالية ويقدّم قيماً تؤدي إلى وجه مضيء جداً في الطباعة. إذن للحصول على القيم الصحيحة، من المنطقي أن يتم قياس الوجه لا غير. تعكس البشرة الأوروبية النور أكثر من "معدّل الرمادي" بضعفين إلى أربعة أضعاف، ما يعني أكثر ب1 أو 2 f-stop . وإذا تم أخذ قيمة الوجه بشكل انتقائي ثم التصحيح تبعاً لهذا العامل، سوف تظهر الطباعة تدرّجاً صحيحاً للون الرمادي.
مع الكالوتيب، يؤدي استخدام ورق حديث مثل الفيلم إلى تداخل ألوان حاد للغاية في الصورة السلبية. ووفقاً لنظام المنطقة، من حيث درجات ال f-stop ، يفتقر فيلم الورق إلى 4 درجات من الأسود إلى الأبيض مقارنة مع فيلم ذو تداخل عياري. ولا ينصح استعمال هذا الفيلم لتصوير المناظر مع نور الشمس الساطع، إذ سيؤدي حتماً إلى فقدان قيمة الظلال والبقع المشرقة. والأمر يعود للفنان أن يقرر القيم التي ستكون موجودة في الطباعة وتلك التي سوف تضيع. والقاعدة الفنية لهذا النوع من الكالوتيب هي التعبير عبر الاختزال.
إن معرفة دقيقة لقدرات عملية التصوير وحدودها هي ضرورية خصوصاً في الصورة السلبية إذا اقتضى الأمر. يساعد نظام المنطقة على وضع قيم الرمادي في الطباعة بشكل محدّد وقابل للتوقّع.
© Thomas Weber 2010 - 2024